التواصل الإنساني ومبدأ تنمية توجهات الإنسان منذ عهد طفولته بواسطة أبوية (الأب والأم) هو أمر يصيب في خلاصه مداه إعطاء الحياة معنىً أفضل للوجود.
إن آليات بناء الشخصية الإنسانية ليست مسألة هينة كما قد يخطر على البال ، فالقضية الأهم بهذا الصدد أن تكون هناك مناهج للتنمية الإنسانية بحيث تكون هناك خطوط التقاء التي تقوي إنسانية الإنسان وتنميها عبر الالتزام بالسلوكيات السوية التي تعرف كل مرء بحدود حريته وحقوقه مقابل معرفة استقلال حدود حرية وحقوق الآخرين سواء في تجمع أفراد عائلته أو في مساحة مجتمعه الكبير.
وبديهي جداً أن بناء القدرات البشرية فيما يتعلق بالبناء النفسي مسألة خاضعة للسير مع أي طوارئ إيجابية.. تغير من نمط الحياة وعلاقاتها والتعليم الأولى بقدر ما يبقى واحداً من أهم مستلزمات التواصل الأفضل بين البشر أن العالم اليوم يزداد التحاماً في مجمل علاقاته وهذا ما هو ملاحظ أن كل مجتمع أيضاً قد تأثر بهذه الظاهرة أيضاً فمثلاً أن العلاقات المجتمعية في أغلب البلاد العربية قد ازدادت عما كانت عليه قبل زهاء ربع قرن من الزمان ويعود ذلك لجملة أسباب منها تهافت الناس على اقتناء الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة بنسب لم يسبق لها مثيل وهذا ما وفر وجود نوع من الخطاب على التفاهم عبر عروض الإعلاميات المختلفة فالخبر الذي تنقله فضائية إعلامية معينة ويثير اهتماماً لدى شريحة من الجمهور المتلقي ترى أفراده منشغلون في اليوم التالي للحديث عنه ومناقشته سواء بإسهاب أو باختصار.
إن العدو الأول للتنمية الإنسانية هو تسخير مبدأ الضبابية على الأفكار مما يقصم نسبة من حماية الشعور العفوي عند المرء إذ سيصاب بشيء من التلوث في تطلعاته الإنسانية ما لم يتدارك لمواجهة ذلك بسلاح الوعي ويواصل فعالية عقله فيما يتعلق بكسبه لمعرفة أعمق بما يدور بالحياة وما يتحكم بالعيش.
إن الخبرة الإنسانية المتاحة للإنسان المعاصر ليست قليلة وتحقيق مد الجسور للإنسان (تعليمه وتثقيفه وتوفير بيئة عائلية واجتماعية جيدة له مع إبعاد التأثيرات السياسية السلبية عن حياته كلها أرصدة استثمار لتنمية الناس على أسس الأخلاق الفاضلة.
ولعل في إدراك الهدف السامي الذي يتطلع إليه كل إنسان وكل مجتمع بالظفر بحياة كريمة فيها من تحقيق نسبة مقبولة من الآمال ستبقى عناوين صالحة لنقل مبدأ التنمية الإنسانية إلى آفاق حياة أكثر سعة لها من الدور المفرز لعملية التقدم الاجتماعي الحقيقي العام بشطريه التقدم الروحي والتقدم المادي.
إن البشرية تعتلي يومياً من أجل إنقاذ الإنسان لنفسه من نفسه أولاً بعد أن فشل العالم المعاصر من تثبيت أركان سلامة النفوس وتعطيه من قرابين لأجل لا شيء نتيجة لديمومة أحداث تأجيج بؤر القتل والدمار الذي تشاهده البشرية كل يوم من على شاشات التلفزة وهذه من العوامل الخطيرة التي لا يوجد لها أي مبرر قوي سوى أن هناك أيادي خفية تحرك تلك الأحداث لغايات سياسية دولية غير إنسانية وإلا ماذا يمنع أن يكون أسلوب التفاهم والاعتراف بحق الآخر كسبيل لحل أي مشكلة محلية أو دولية بأي مكان من العالم.
إن تهبيط مستوى التفكير النفسي إلى درجة المعاناة يسبب في حده الأدنى مرضاً نفسياً عند المعانين فيضطر هذا المصاب أن يتنفس للتعويض عن هذا المرض أما بعلاجه بيولوجياً أي بالذهاب إلى طبيب سيحصل منه حتماً على وصفة طبية لحبوب مسكنة قليلاً لنفسه وإذا تعذر ذلك فإن سلوكه سيصاب عادة بالتوتر والارتباط وهذا ما ينعكس على عموم محيطه الاجتماعي صغر أم كبر هذا ناهيكم عن إصابة المريض النفسي أحياناً بضعف في بعض أجهزته المهمة كالإصابة بالقلب وغيرها إذ أن جسم الإنسان ليس قادر دوماً على مقاومة الأمراض النفسية أو الصدمات النفسية فهناك حالة اختلاف بين شخص وشخص.
ففي المجتمع الإنساني الذي يكون مبدأ (التنمية الإنسانية) قد أخذ فعله الإيجابي بين أفراده لا يمارس حالة أن يبيع بضع الناس لبعض أعضاءهم البشرية لكونهم محتاجين للأموال لتمشية أمور وجودهم في الحياة إذ أن قوة (التكافل الاجتماعي) في مجتمع التنمية الإنسانية يكون فيه من القوة ما يجعل بالأساس أن الحد من انتشار الأمراض النفسية والتربوية والاجتماعية وكذلك البيولوجية والأوبئة الطارئة هي في حدودها الأدنى وذلك لأن احتياطات الوقاية لكل إصابة ستكون هي الحالة المهيئة المتفرغ لها فردياً واجتماعياً بسبب جدية التواصل الإنساني الواقع فعلاً في المجتمع الإنساني وناسه الحريصون على اعتماد مبدأ التنمية الإنسانية بينهم.
ولعل بالامكان القول أن التنمية الإنسانية هي اليوم القضية العالمية الأولى التي منها يمكن أن تنطلق البشرية إلى شاطئ الأمان بخطوات واثقة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire