قالت عائشة رضي الله عنها: مكارم الأخلاق عشرة: " صدق الحديث، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والمكافأة بالصنيع، وبذل المعروف، وحفظ الذمام للجار، وحفظ الذمام للصاحب وقري الضيف ورأسهن الحياء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء شعبة من الإيمان " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت " . وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: " من كسا بالحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه وعن زيد بن علي عن آبائه يرفعونه: " من لم يستح فهو كافر " قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: " إني لأدخل البيت المظلم أغتسل فيه من الجنابة فأحني فيه صلبي حياء من ربي " ، وقال بعضهم: الوجه المصون بالحياء كالجوهر المكنون في الوعاء. وقال الخواص: إن العباد عملوا على أربع منازل، على الخوف والرجاء والتعظيم والحياء، فأرفعها منزلة الحياء لما أيقنوا أن الله يراهم على كل حال قالوا: سواء علينا رأيناه أو رآنا، وكان الحاجز لهم عن معاصيه الحياء منه. ويقال: القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء النعمة، والحياء دليل الخير كله. قال الله تعالى: " واخفض جناحك للمؤمنين " الحجر: 88،. وقال تعالى: " تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " القصص: 83،. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة التواضع " . وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ترفعوني فوف قدري، فتقولوا في ما قالت النصارى في المسيح، فإن الله عز وجل اتخذني عبداً قبل أن يتخذني رسولاً " ، وأتاه صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فأخذته رعدة، فقال صلى الله عليه وسلم: " هون عليك، فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد " ، وكان صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم في مهنة أهله ولم يكن متكبراً ولا متجبراً، أشد الناس حياء وأكثرهم تواضعاً، وكان إذا حدث بشيء مما أتاه الله تعالى قال: " ولا فخر " . وقال صلى الله عليه وسلم: " إن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء فتصدقوا يزدكم الله " . وقال عدي بن أرطأة لإياس بن معاوية: " إنك لسريع المشية، قال ذلك أبعد من الكبر وأسرع في الحاجة. وخرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار " . وقيل: التواضع سلم الشرف. ولبس مطرف بن عبد الله الصوف وجلس مع المساكين، فقيل له في ذلك، فقال: إن أبي كان جباراً، فأحببت أن أتواضع لربي لعله أن يخفف عن أبي تجبره، وقال مجاهد: إن الله تعالى لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال وتواضع الجودي فرفعه فوق الجبال، وجعل قرار السفينة عليه. وقال الله تعالى لموسى عليه السلام: " هل تعرف لم كلمتك من بين الناس؟ قال: لا يا رب. قال: " لأني رأيتك تتمرغ بين يدي في التراب تواضعاً لي " . وقيل: من رفع نفسه فوق قدره استجلب مقت الناس. وقال أبو مسلم صاحب الذخيرة: ما تاه إلا وضيع ولا فاخر إلا لقيط، وكل من تواضع لله رفعه الله. فسبحان من تواضع كل شيء لعز جبروت عظمته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أشعار قيلت في التواضع والحياء
الحياء
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
التواضع
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعــــاً وعند العالمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظـــــر * على صفحات الماء وهو رفيــعُ
ولاتكن كالدخان يعلــــــو بنفسه * علــى طبقات الجو وهو وضيعُ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire